الاثنين، 21 مايو 2018
الأربعاء، 16 مايو 2018
مسابقة الثقافية الرمضانية الاولى
(
فقه الصيام )
*المقدمة والتمهيد : ــ
من رحمة الله تعالى
على خلقه أن جعل في العام شهراً من أفضل الشهور , هو شهر رمضان والذي فيه ليلة من
أعظم الليالي , وجعل أجر العمل فيها خير من ألف شهر وهي ليلة القدر , فكل شيء جعله
الله تعالى مباركاً في هذا الشهر , فهيأ بنا نتعلم شيئاً عن شهر الصيام والأحكام
والمسائل المتعلقة به .
*تعريف الصيام لغةً وشرعاً : ــ
الصيام لغة : الإمساك
.
وشرعاً : التعبد لله
عز وجل بالإمساك عن الطعام والشراب وجميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
*أقسام الصيام : ــ
ينقسم الصيام من حيث
حكمه إلى أربعة أقسامٍ وهي :
1 ــ الصوم المفروض
, ويشمل :
أ / صيام رمضان .
ب / صيام قضاء ما فات من رمضان .
ج / صيام النذور .
د / صيام الكفارات .
2ــ الصوم المسنون
, ويشمل :
أ / صيام الست من
شوال .
ب / صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع .
ج / صيام يوم عرفة
لغير الحاج .
د / صيام الأيام
البيض من كل شهري قمري ( الثالث عشر , والرابع عشر , والخامس عشر )
هــ / صيام يوم
عاشوراء .
ز / صيام يوم وإفطار
يوم .
3 ــ الصوم
المكروه , ويشمل :
أ / صيام يوم الجمعة
منفرداً .
ب / صيام السنة كلها
.
ج / صيام يوم عرفة
للحاج .
د / صيام الوصال .
هــ / صيام يوم الشك
وهو يوم الثلاثين من شعبان , والذي يشك فيه , أهو أول يومٍ من رمضان , أم آخر يومٍ
من شهر شعبان .
4 ــ الصوم المحرم
, ويشمل :
أ / صيام يومي : عيد
الفطر , والأضحى .
ب / صيام أيام
التشريق , وهي أيام ( الحادي عشر , والثاني عشر , والثالث عشر ) من شهر ذي الحجة ,
لغير الحاج .
ج / الصيام الذي يسبب
مرضاً , أو تأخر شفاء ,أو يلحق ضرراً بصاحبه .
*الحكمة من تشريع الصيام : ــ
1ـ يعود المسلم على
الصبر , ويقوي الإرادة .
2ـ يساعد على ضبط
النفس .
3ـ يضيق سبل الشيطان
.
4ـ يصون المجتمع من
الشرور والمفاسد .
*حكم صيام شهر رمضان : ــ
فرض على كل مسلم بالغ , عاقل , مقيم , خالٍ من
الأعذار .
*دليل مشروعية الصيام من الكتاب والسنة :ـــ
ــ دليل مشروعية الصيام من الكتاب , قوله تعالى
:
" يا أيها الذين
آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم "
ــ ودليل مشروعيته من السنة , قوله r
:
" بني الإسلام
على خمسٍ , شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وإقام الصلاة ,
وإيتاء الزكاة , وحج البيت , وصوم رمضان "
*أصحاب الأعذر في رمضان : ــ
ــ هناك بعض الأشخاص
الذين أباح لهم الإسلام الفطر في رمضان وهم
:
1ـ المريض الذي يتضرر
بالصوم .
2ـ المسافر .
ودليلهما قول الله
تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدة من أيام
أخر .......... الآية "
3ـ الحائض والنفساء ,
لحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت " كانت إحدانا تحيض على عهد رسول الله r
فنؤمر بقضاء الصوم , ولا نؤمر بقضاء الصلاة "
4ـ الحامل والمرضع .
5ـ العاجز عن الصيام
لكبرٍ أو مرضٍ لا يرجى برؤه .
تنبيه : قرر الشيخ "
ابن عثيمين " رحمه الله أنه إن قدر الله تعالى شفاء المريض مرضاً لا يرجى
برؤه فلا يطالب بقضاء ما أفطر , لأن ذمته برئت بإطعامه .
*ثبوت دخول شهر رمضان : ــ
ــ يثبت دخول شهر رمضان بأمرين :
الأول : رؤية هلال
شهر رمضان .
الثاني : إكمال عدة
شعبان ثلاثين يوماً .
س / هل
يجوزلأهل بلدٍ الصوم والفطر اعتماداً على الحساب الفلكي فقط ؟
لا يجوز , لقول النبي r : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته "
*عقد النية لصوم رمضان :ــ
تبدأ نية الصيام قبل
طلوع الفجر , وعليه فلا يصح صيام من لم يبيت النية لحديث حفصة ــ رضي الله عنها ــ
أن النبي r
قال : " من لم يبيت الصيام من الليل , فلا صيام له " ويصح أن ينوي الصائم
صيام شهر رمضان كله بنيةٍ واحدةٍ من بدية الشهر , لأن ما يشترط فيه التتابع تكفي
النية في أوله ما لم يقطعه لعذرٍ فيستأنف النية من جديد , ولا يشترط التلفظ بالنية
إذ أن النية محلها القلب .
ومما يدل على النية
ويقوم مقامها تناول طعام السحور .
س / هل يكفي لصيام رمضان نية واحدة في أوله , أم
لابد من تعيينها في كل ليلةٍ ؟
الصحيح أن نيته في أول الشهر كافية , فلا يحتاج لتعيين النية لكل ليلةٍ .
*حكم السحور لمن أراد الصيام : ــ
مستحب , لقول النبي r " لا تزال أمتي بخيرٍ , ما عجلوا الفطر
وأخروا السحور "
*سنن الصيام وآدابه :
ــ
1ـ السحور , لقول
النبي r
" تسحروا فإن في السحور بركة " ويستحب تأخير السحور ليكون أعون على تحمل
الصيام .
2ـ تعجيل الفطر ,
لقول النبي r
" لا يزال الناس بخيرٍ ما عجلوا الفطر ".
3ـ الإفطار على رطبٍ
فإن لم يجد فعلى تمرٍ فإن لم يجد فعلى ماءٍ .
4ـ الدعاء عند الفطر
وأثناء الصيام .
5ـ الزيادة في أعمال
الخير والإكثار من الصدقات .
6ـ الاجتهاد في
العبادة في العشر الأواخر من رمضان , لحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت
" كان رسول الله r إذا دخل العشر أحيأ الليل , وأيقظ أهله , وجدَ
وشدَ المئزر "
*مفسدات الصوم : ــ
ــ للصوم عدة مفسدات منها :
1ـ الأكل والشرب
عمداً غير نسيانٍ في نهار رمضان . فإن أكل الصائم أو شرب فلا يفسد صيامه , لقول
النبي r
" من نسي وهو صائم فأكل أو شرب , فليتم صومه , فإنما أطعمه الله وسقاه "
2ـ كل ما يقوم مقام
الأكل والشرب في تقوية الجسم فهو مفطر كالإبر المغذية ونحوها .
3ـ الجماع .
4ـ خروج المني
بالمباشرة , أو الاستنماء أو بتكرار النظر .
5ـ خروج دم الحيض والنفاس للمرأة في نهار رمضان .
6ـ التقيؤ عمداً .
7ـ إخراج الدم من
البدن بالحجامة , لقول النبي r " أفطر الحاجم والمحجوم .
*حكم صيام من أذن عليه الفجر وهو على جنابةٍ : ــ
صومه صحيح , ويدل عليه ما جاء في صحيح البخاري
ومسلم من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت " كان رسول الله r
يصبح جنباً من جماعٍ غير احتلامٍ ثم يصوم " وكذلك أيضاً المرأة إذا طهرت قبل
الفجر , فيجب عليها الصوم ولو لم تغتسل إلا بعد الفجر .
*حكم من أكل أو شرب ناسياً في نهار رمضان : ــ
صومه صحيح , وعليه أن
يكمل صومه . لقول النبي r " من نسي وهو صائم فأكل أو شرب , فليتم
صومه , فإنما أطعمه الله وسقاه "
*حكم من أفطر عمداً في نهار رمضان : ــ
من أكل أو شرب عمداً
في نهار رمضان , وبغير عذرٍ شرعي فإنه لا يكفر عن ذلك في أصح أقوال أهل العلم ,
لأنه يكون قد ارتكب كبيرة من الكبائر وليس أمامه إلا الاستغفار والتوبة إلى الله
سبحانه وتعالى مع القضاء .
*حكم بخاخ الربؤ للصائم : ــ
الصحيح أنه لا يفطر , لأن البخاخ يتبخر ولا يصل
للمعدة , وبهذا أفتى الشيخان عبدالعزيز بن باز , ومحمد بن عثيمين .
*حكم منظار المعدة للصائم : ــ
الصحيح أنه لا يفطر , إلا إن وضع مع المنظار مادة دهنية مغذية تسهل
دخول المنظار , فهنا يفطر الصائم بهذه المادة لا بدخول المنظار , وبهذا أفتى الشيخ ابن عثمين رحمه الله تعالى .
*صلاة التراويح : ــ
سنة مؤكدة , عن النبي r حيث صلاها بأصحابه في المسجد
ثلاث ليالٍ , ثم ترك ذلك خوفاً من أن تفرض , كما صلاها الصحابة ـ رضوان الله تعالى
عليهم ـ بعد النبي r .
*عدد ركعاتها : ــ
لم يثبت عن النبي r عدد معين في ركعاتها , والأمر في ذلك واسع .
والغالب أنها إحدى عشرة ركعة , لقول عائشة رضي عنها :
" ما كان رسول
الله r
يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة "
*وقتها : ــ
تؤدى صلاة التراويح
في كل ليلةٍ من ليالي شهر رمضان بعد الفراغ من صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى طلوع
الفجر .
*كيفية صلاة التراويح : ــ
صلاة التراويح مثل
بقية الصلوات إلا أنها تتميز بالخصائص التالية :
1ـ يستحب فيها إطالة القراءة
بعد الفاتحة .
2ـ تؤدى ركعتين
ركعتين ويستريح المصلون بعد كل أربع ركعاتٍ .
3ـ ليس لها أذان ولا
إقامة .
4ـ يصح أداؤها في
البيت أو في المسجد فرادى أو جماعات,لكن صلاته في المسجد مع الجماعة أفضل في الأجر
والثواب .
* الاعتكاف : ــ
هو لزوم المكث في المسجد للعبادة طاعةً لله عز وجل .
* حكم الاعتكاف : ــ
سنة عن النبي r بإجماع أهل العلم , قال الله تعالى " أن
طهر بيتي للطآئفين والعاكفين والركع السجود "
وجاء في البخاري
ومسلم وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأخير من رمضان .
*وقت الاعتكاف : ــ
يبدأ وقت الاعتكاف من ليلة الحادي والعشرين من
رمضان , وهذا رأي جمهور أهل العلم , واختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
وينتهي بغروب شمس ليلة العيد .
* أعمال الاعتكاف : ــ
هي الأعمال الخاصة
بين الشخص المعتكف وبين الله تعالى كقراءة القرآن , وصلاة النوافل , والدعاء
ونحوها , ويعمل المعتكف على تحري ليلة القدر والاجتهاد فيها , وعليه أن يكثر من
الدعاء والذكر وجميع العبادات, ويكثر من قول " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف
عني " وخاصةً في الليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان .
*حكم خروج المعتكف من الاعتكاف : ــ
خروج المعتكف من معتكفه
يبطل الاعتكاف , إلا إذا كان لحاجة مما لابد منه كالوضوء وقضاء الحاجة
والاغتسال ونحوها .
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أم
المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
" كان رسول الله r لا يدخل البيت إلا لحاجةٍ "
* زكاة الفطر: ــ
هي مقدار من الطعام , يخرجه المسلم طهرة له من
اللغو والرفث
في صيامه , وطعمة للمساكين .
* سبب تسميتها : ــ
سميت بذلك لأن سبب
وجوبها الفطر من رمضان حيث تجب بغروب شمس
آخر ليلةٍ من رمضان , أي ليلة العيد .
* دليل وجوبها : ــ
ما روي في الصحيحين " فرض رسول الله r زكاة الفطر صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعير ,
على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين , وأمر بها أن تؤدى
قبل خروج الناس إلى الصلاة "
* حكمها : ــ
زكاة الفطر واجبة على
كل مسلم ذكراً كان أو أنثى صغيراً كان أو كبيراً ملك قوته يوماً وليلةً .
* مقدارها : ــ
مقدار زكاة الفطر صاعٍ من غالب قوت البلد كالأرز
والقمح والشعير والتمر وغيرها .
* وقت إخراجها : ــ
وقت إخراج زكاة الفطر
, بعد غروب شمس آخر يومٍ من رمضان , وقبل صلاة العيد .
ويجوز إخراجها بيومٍ
أو يومين قبل العيد مراعاةً لحال الفقير .
ويخرجها المسلم عن
نفسه وعمن يلزمه النفقة عليهم كالزوجة والأبناء والخادم ونحوهم .
*حكم من أخر إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد : ــ
لا تحتسب له زكاة
فطرٍ , وإنما تكون له صدقة .
وقال الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله " من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة , ومن أداها بعد الصلاة فهي
صدقة من الصدقات "
س / لمن تعطى زكاة الفطر ؟
تعطى زكاة الفطر للفقراء والمساكين على الصحيح , وذلك لأن الغرض
منها هو إطعام من لا إطعام له .
* الحكمة من زكاة الفطر: ــ
1ـ تطهير للصائم من
اللغو والرفث .
2ـ إطعام للفقراء
والمساكين .
3ـ شكر لله تعالى على
نعمة الصيام .
4ـ التوسعة على
المحتاجين وإغناؤهم عن السؤال .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( تم بحمد الله وتوفيقه )
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)